●.:.● برودة الأعصاب. .. فن وهندسة ●.:.●
نزل من بيته صباحاً ذاهباً إلى العمل كالمعتاد. قبل خروجه اصطدمت قدماه بقمامة
الجيران! كتم غضبه من الجيران وعمال النظافة لأنه كان في عجله من أمره.. ركب
سيارته في الشوارع المزدحمة والجو الخانق فاستغرق الطريق ساعة كاملة، وصل
بعدها إلى عمله متأخراً ومنهكاً...لم يستطع أن يتمالك أعصابه عندما وبخه المدير
على تأخره وإهماله الذي يتسبب في الخسارة للشركة،فانفجر غاضباً وانتابته حالة
هياج عارمة، وكانت النتيجة المتوقعة..."أنت مرفود"
الكوب بداخلك
تخيل معي أن بداخل كل شخص منا كوب فارغ، فكلما حدث شيء يغضبك يبدأ هذا
الكوب في الإمتلاء. هذا بالضبط ما حدث في يوم هذا الشخص التعس، حيث أخذ
الغضب يتراكم بداخله وكوبه يمتلئ حتى سال على الأرض، التي قد تكون مقعد
تركله برجلك..أو صديقك الذي تغلق في وجهه سماعة التليفون...
أو كما حدث لمديرك الذي تنفجر غاضباً في وجهه!! والنتيجة خسارة لا تعوض...
ترويض الغضب... خطوات عملية...
من هنا ظهر الإهتمام بأساليب التحكم في الغضب( AngerManagement )
وإنشاء مراكز ومستشفيات متخصصة في هذا المجال. و قد تم بالفعل التوصل إلى
عدة إستراتيجيات تساعد على إدارة الغضب وترويضه بما يتبعه من شعور سلبي
وتغيرات فسيولوجية، ومن أهمها:
-1الاسترخااااااااء
هناك طرق عديدة لتعلم كيفية الإسترخاء بدنياً وذهنياً وإليك بعضاً منها:
*الإستلقاء على الظهر وإرخاء جميع عضلات الجسم.
*البخور الهادئ والروائح العطرة المفضلة سواء كانت (زهور - نباتات - شموع- إلخ )
*ممارسة تمرينات التنفس، فيمكنك أخذ نفس عميق جداً من الداخل بحيث يملأ الهواء
رئتيك وصدرككله، ثم إخراج النفس من فمك ببطء.
*الإستحمام بالماء الدافيء وبعض الأملاح المعطرة، والإستلقاء على الأقل لمدة ربع
ساعة.
*النوم الكافي ليلاً - عدد الساعات الطبيعية التي يحتاجها جسمك.
*العمل على أخذ راحة خلال فترات العمل المتواصلة ولو خمس دقائق لتقليل الضغط العصبي.
*الإستماع إلى القرآن الكريم بصوت قارئك المفضل وأنت مغمض العينين.
*ذكر الله كثيراً، قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
*التأمل والتفكر في خلق الله ومشاهدة جوانب الجمال في كل شئ ولو ربع ساعة يومياً.
*أبتسم كثيرا.
*أغمض عينيك واستعمل خيالك وارجع بذاكرتك لمكان أو لموقف سبق وجعلك سعيدا.
* ممارسة هذه العادات والتمارين يومياً سوف تجعلك تشعر بتحسن كبير.
-2 التواصل
* يميل الأشخاص العصبيون عندالمناقشة مع الآخرين إلى القفز إلى النتائج
والتوقعات التي غالباً ما تكون خاطئة وغير دقيقة. فعندما تشعر أن المناقشة بينك
وبين الآخرين قد احتدت، عليك بتهدئة الجو العام ومراقبة ردود أفعالك جيداً.
* عندما يحاول شخص ما إنتقادك، فمن الطبيعي أنتكون في موضع دفاع ولكن لا تبدأ بالهجوم على الطرف الآخر.
وبدلاً من ذاك وتلك فالأفضل أن تحاول فهم الشخص الذي تحادثه وسبب إنتقاده لك
وتعامل معه على هذاالأساس.
* قد تحتاج إلى بعض الراحة خلال المناقشة للتنفس وإعادة التفكير ولكن لاتجعل
أبداً غضبك أو غضب الطرف الآخر يفقدك أعصابك وقدرتك على التحكم في
المناقشة.
ومن بعض الطرق التي يمكن من خلالها إدارة الحوار بدون غضب:
*مشاركة الآخر ينفي حديثهم وإبداء الإهتمام.
*مواجهة الطرف الآخر بما يضايقك بأسلوب لبق.
*ضع حدوداً لكل شخص تتعامل معه لا يتعداها، وكن واضحاً في هذا.
-3 إستخدام روح الفكاهة.
الغضب شعور جاد للغاية ولكنه مصحوب ببعض الأفكار والإعتقادات التي سوف
تجعلك تضحك عليها. تخيل مثلا الشخص الذي يغضبك مجسداً أمامك في شكل
شخصية كارتونية مضحكة فهذه الطريقة تجعلك مرحاً لا تثار بسهولة..
ولكن إحذر شيئين هامين:*
أولاً: لا تكن فظاً مستفزاً، تهوى المداعبات القاسية التي تغضب الآخرين منك،
وتسخر منهم وتستهزئ بهم.
* ثانياً: لا تسخر من نفسك ومن حياتك، بل من الأفضل إستخدام روح الفكاهة
لمواجهتها والتعامل معها وتقبل كل شئ بصدر رحب.
-4 تغيير البيئة
مع وجود المسئوليات والأعباءالملقاة على عاتقنا، غالباً ما تكون البيئة المحيطة ذات
تأثير كبير على إنفعالنا .فمثلاً لا تحاول مناقشة شخص في مشكلة ما فور عودته
مجهد من العمل، إنتظر على الأقل 15 دقيقة قبل التحدث إليه إلا اذا كان أمراً لا
يتحمل التأخير..
وغير ذلك عليك بالنصائح الآتية:
* محاولة إيجاد البدائل. مثلاً إذا كان الزحام المرور ييجعلك غاضباً وعصبياً يمكنك
ركوب مترو الأنفاق أو أي مواصلة أخرى.
*إذا كنت تعلم أن هناك شخص أو مكان بعينه يجعلك تغضب ويمكنك تجنبه، فابتعد
عنه في الحال.
*فكر في إعطاء نفسك إجازة ترتاح فيها مع عائلتك وأشخاص تحبهم في
الأماكن المفضلة لديك.
-5 ممارسة رياضة
عليك أن تخصص جزء ولو بسيط جداً من وقتك لممارسة بعض التمرينات الرياضية
مثل السباحة – الجري –تمرينات الأيروبكس والسويدي، وأهمها المشي فهو يقلل
من الضغط العصبي ويساعدك على التفكير المنظم.
وأخيراً تذكر دائماً أنه لا يمكنك التخلص تماماً من الشعور بالغضب، بل يمكنك فقط
التحكم في حدته وتحويل طاقة الغضب السلبية بداخلك إلى سلوك وأفعال
ومشاعر إيجابية..
وأخيراً
هناك دعاء لو كل واحد منا قرأه أول ما يشعرأنه متضايق فيدعو به سيجد
أن أعصابه قد هدأت بشكل غريب..
قال الرسول ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم )..
"ما أصاب مسلماً قط هم أو حزن فقال":
" اللهم أني عبدك و ابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في
قضاؤك... أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك وأنزلته في كتابك أو علمته
أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك... أن تجعل القرآن
العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي "
ياسمين لبده
29/3/2012
07:50م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق